المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ١٣, ٢٠١٥

أستشهادية

أستشهادية أشرقت الشمس فتنبهت سلمى وقامت من إغفاءة قصيرة، وبالرغم من أنها لم تنم إلا دقائق معدودة فقد شعرت براحة في جسدها وكأنها نامت الدهر كله. اليوم فقط شعرت بأن الحياة تدب في أوصالها،لم يزعجها دوي طائراتهم ولا صواريخهم، هل لأنها اعتادت سماع هذه الأصوات واعتادت سماع الصراخ والعويل والنواح؟ لا، ولكن الروح الجديدة التي ملئتها جعلتها تنظر إلى الخراب حولها كأنه حدائق غناء . قامت فارتدت أجمل ملابسها وأزالت ما عليها من غبار؛ فهي غير معلقة في خزانة ملابس، وإنما موضوعة في مكان ما في خيمتها التي تقيم فيها مع بعض البؤساء من أهل هذا الوطن . ارتدت ملابسها واستعدت لما هي قادمة عليه، لم يبق أمامها إلا أن تذهب . سارت سلمى في طريقها فتعثرت قدمها، ما هذا؟ هذه أحجار وأسياخ حديدية خلفتها المنازل المتهدمة. تابعت سيرها، ثم توقفت مرة أخرى، ما الذي أعاقها ثانية؟ هذه، إنها شجرة زيتون أزالوها . تابعت، ما الذي أعاقها هذه المرة؟ تلك أشلاء طفل وبجانبها جثة امرأة قد تكون أمه. ما هذا الصوت؟! سيارات إسعاف تنقل أجسادًا لا تراها، فقد غطتها الدماء . الوجوه شاحبة؛ أم تبكي على ابن أسروه، وابنة اغت