صرخة جارية
صرخة جارية نظرت ماجدة إلى زوجها الراقد أمامها على فراشه وهو يغط في نومه، مستريح البال هادىء السريرة. حدثت نفسها: "يا له من رجل! كم أحقد عليه, أنه ينام ملىء جفونه, لايشعر بتلك المرأة التعسة التي أوقعها حظها العاثر معه لتشاركه حياته هذه، ياله من رجل مرتاح الضمير ينام كأنه طفل، سئمت العيش بجواره، هذا الذي لايراني غير جسدًا يطفىء فيه نار شهوته، وأحيانًا ثائرة غضبه، أتقلب على جمر من النار بجانبه ولا يشعر بي، أترك فراشه مرة تلو الأخرى في الليلة الواحدة علني أستريح من هذا السجن الأبدي ولو لبضع لحظات وهو يغط في نومه غير مبالي.عامين هما عمر زواجنا، "لا" بل دهر.عامين لم يسفرا ألا عن عذاب ووحدة و .. ، جنين في أحشائي، أه من قدري لم أرضى بهذا الرجل، فضلت الموت عليه، لكن هيهات أن يتركوني أموت لأستريح، لم يسمح أبي لي ألا بالموت البطيء مع هذا الرجل." ذهبت ماجدة إلى الشرفة لتملاء رئتيها بهواء جديد لا يقاسمها زوجها فيه، أخذت نفسًا عميقًا،و أنفرجت شفتاها عن أبتسامة هادئة وهي تحدث نفسها: - ما أجمل الدنيا بعيدًا عنه ! يا له من هوا