المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ٤, ٢٠١٥

نصيب

نصيب وقفت ندى أمام المرآة تضبط هندامها   وتتأمل ملامح وجهها، وقد بدا الفخر بجمالها الأخاذ يحملها على التبسم لنفسها في مرآتها،   الجميع، شبابًا وشيبًا، أطروا على   جمالها، و حتى النساء، و ان كان الأمر لا يخلو من بعض الغيرة من جانبهن، الجميع يحاول كسب ودها و التقرب منها، سمعت صوت أمها تناديها - ندى كفى وقوفًا أمام المرآة فأمامنا مهام كثيرة . أضطربت ندى و أسرعت إلى أمها، وبادرتها بصوتًا خفيض - ليس لدينا إلا مشوار واحد يا أمي رمقتها أمها بنظرة تأنيب، - وهل هو مشوار سهل ؟ ثم استطردت، إنها شقة العمر. أعتدلت ندى فى وقفتها، وقالت بلهجة توحي بالجدية . -        أنا مستعدة . تبسمت أمها في حنو وهي تربت على كتف أبنتها. - أريدك أن تفكرى جيدًا، إن لم تعجبك الشقة لا تترددي، و أخبري طارق بذلك. كان طارق في أنتظارهما في سيارته التي أقلتهم إلى الشقة   . قالت الأم و هي تتفحص الشقة بعينًا ثاقبة : -           الشقة واسعة، لكنها تطل على مناور و لا تدخلها الشمس. بادرها طارق محاولًا أقناعها : -       أنها في برج فخم وكل ما حولها أبراج و من الصعب أن نجد شقة بهذه الموا

جوع

صورة
جوع في ليل القاهرة الجميلة، الصاخبة، سارت مروة مع زوجها وطفلها الجميل بين يديهما، يرفعانه من الأرض ليتأرجح ثم ينزلنه وهو يضحك ضحكة مليئة بالفرح والبراءة . الشارع يعُج بالناس، ولا يكاد يخلومنهم ساعة بليل أو نهار، كانت رائحة الطعام تفوح في كل مكان، فتثير الرائحة البطون الجائعة، فيهرع الجائعون إلى المحال المنتشرة على الجانبين،   يبكي الطفل ويشيرإلى محل طعام أمامه، تنبعث منه الروائح الشهية، مر الأب بيده على رأس ابنه مبتسمًا، ثم اخذه   ليشترى بعض من شطائر البرجر والسجق الشهية . شيعتهما مروة بنظرة حانية،وظلت عيناها معلقة بهما، إلى أن وقف أمامها طفلًا رث الثياب، شاحب الوجه،نحيل الجسد،مد الطفل يده ونظر إليها وقد بدا الأنكسار جليًا في قسمات وجهه، خرج صوته ضعيفًا ذليلًا وهو يستجديها أن تعطيه قليلًا من المال ليشتري طعامًا يسد به رمقه،   نظرت مروة للطفل في حنق و ضيق . -           أنت كاذب و أذا لم تذهب سأأخذك إلى الشرطة . خاف الطفل وكاد قلبه أن يتوقف رعبًا وهويتخيل نفسه واقعًا بين يدي شرطي يلقنه درسًا قاسيًا حتى لا يعود للتسول، و أخذ يجري من أمامها فارًا منها، يتلفت يم

وثيقة طلاق

وثيقة طلاق ازدحمت قاعة المحكمة بالبشر، الهواء أصبح شحيحًا لا يكفي الحاضرين، أختلطت الأصوات و زادت الهمهمات، حتى لا تكاد تميز الكلمات، الوجوه مكفهرة ظهرعلى قسماتها القلق و الترقب، المحامون بأروابهم السوداء في كل مكان،  منهم من يراجع أوراقه و منهم من يتحدث إلى موكله، الجميع ينتظر بترقب النداء الشهير للحاجب "محكمة " ليعلن قدوم القضاة، صاحب الحق ينتظر العدل من قاضى الأرض، ولكن العدل تأخر بتأخر القضاة، فطال الأنتظار وزاد الوجوم على الوجوه . وفي أحد أركان المحكمة وقف رجل في الأربعين من عمره، وسيم الطلعة أنيق الملبس بدا على وجهه الهدوء بخلاف باقي الحاضرين، كان يقف وحيدًا يختلس النظر إلى امرأة في ركن آخر، كانت المرأة في الثلاثين من عمرها، متواضعة الجمال، تتحدث إلى محاميها في ضيق وقلق وقد أربكتها نظرات الرجل لها وقابلتها بنظرات مضطربة، فهي لا تجرؤ على النظر إليه . عاد الرجل مرة أخرى إلى أختلاس النظر إلى نفس المرأة وهو يحدث نفسه، كيف أنتهت بهما الحياة إلى هنا ؟ تذكر يوم أتت إليه وبشرته بحملها الأول، تذكر يوم أنتقالهم لمنزلهم الجديد، تذكر يوم مرضت مرضًا خطيرًا و كيف

فات الآوان

صورة
فات الآوان                                          عادت من عملها تصطحب طفليها وقد كسا وجهها علامات التعب والأرهاق، أسرعت إلى مطبخها لتُعد الغداء، أمسك أبنها الكبير بيدها فألتفتت إليه، فبادرها يسألها :- - "ماما" هو بابا هيتغدى معانا النهاردة؟ نظرت إلى عين طفلها الحائرة   وقد شعرت بأن سكينًا شق صدرها وألقى بقلبها ممزقًا خارجه، ونظرت إلى الأرض وأجابته بنبرة حزينة: - لا يا حبيبي. "ليته يعود"، قالتها بكل خلجة من خلجات جسدها ولكن لنفسها فقط . أصبحت حياتها جافة ثقيلة بدون زوجها، تسأل نفسها كل يوم إلى متى ؟ نظرت في المرآة، ذبل جمالها كما ذبلت حياتها، فقد وجهها نضارته وأصبح شاحبًا حزينًا، فقدت عينيها بريقها ولمعانها. صرخة دوت في أعماقها: "ماذا أفعل؟ أأحدثه مرة أخرى؟ ولكن هل يستجيب؟ " تذكرت المرات العديدة التي حاولت فيها أستعطافه ليعود إلى بيته وهو رافض حتى لسماعها. و لكنها قالت في نفسها سأحاول مرة أخرى، ورفعت سماعة الهاتف بيدٍ مرتعشة وقلبًا مرتجف. - أزيك يا علي. جاءها صوته ثائرًا غاضبًا .  -           تانى، أنا كان ممكن ما أر