الملكة ( الفصل الثالث )


   الملكة 

  الفصل الثالث



                         (المشهد الأول )


                       ( رجلان يجلسان فى حجرة مظلمة )



علاء الدين    :- أه ياربى أينتهى كل شىء بأن نموت هنا ؟

الملك          :- أنه قضاء الله يا بنى .

علاء الدين    :- وأننى راضى به و لكننى أخاف على شمس و أخاف ان يصيبها 
                   سوء

الملك         :- و أنا أيضا لا يقلقنى سوى خوفى عليها .

علاء الدين   :- لقد كانت دائما قلقة و خائفة من تلك الحرب و كنت أنا مطمئنا .

الملك        :- و كانت دائما تحزرنا من شهاب و كنت أنا و أنت نثق به .

علاء الدين  :- كم أنت بعيدة النظر يا حبيبتى .

الملك       :- أه يا بنى فليكن الله معها . ( اصبح شارد الذهن )

علاء الدين :- ترى ماذا يفعل ذلك الرجل الحقيرشهاب معها ؟ أنها لا تعرف انه

                 خائن .

الملك       :- الله معها و معنا ( يقول ذلك و كأنه يكلم نفسه )

علاء الدين :- ( فى غضب ) أننى سأجن يا عماه فأنها وحيدة ، ماذا سوف تفعل

               فتاة مثلها فى مثل هذا الموقف ؟

الملك       :- الله معها .....الله معها

علاء الدين :- و لكن ترى ماذا سيكون موقفهم منها ؟ أيؤذونها ؟

الملك       :- الله معها .

علاء الدين :- يجب أن نفعل شىء ، أى شىء ، تكلم يا عماه ، أفق من شرودك،

                 يجب ان نفعل شىء .

الملك      :- و هل فى أيدينا شىء نفعله و لم نفعله ؟ أننا هنا فى أسرى و قد
              نقتل غدا أو بعد غدا فهؤلاء القوم غادرون .
علاء الدين:- يجب ان نهرب من هنا ، ليس من أجل حياتنا و لكن من أجل
              شمس.

الملك      :- نهرب ، و كيف يا بنى ؟ ان الحراس على الأبواب غير غافلين .

علاء الدين :- يجب ان نفكر و بسرعة ، أين أنت يا شرف الدين ؟

الملك       :- لقد أنقذه الله فذهب الى الجنود قبل وصول الأعداء .

علاء الدين  :- و قد يكون أسيرا فى سجن أخر .

الملك       :- هذا صحيح بل و قد يكون قتل ، و لكنه حقا رجل شهم و فارس

                 شجاع .

علاء الدين:- حقا يا عماه و لكن الشجاعة أصبحت لا تساوى شيئا ، فشهاب

                الغادر طليق و نحن سجناء و لا نعلم ماذا حدث لشرف الدين ؟

الملك      :- لا تيأس يا بنى ، أننا قمنا بواجبنا نحو الوطن .

علاء الدين :- ( فى أهتمام ) عمى ، يجب ان نفكر جيدا فى الهرب

الملك      :- الله معنا يا بنى .

علاء الدين :- و سوف يساعدنا .

الملك      :- ترى و هل يمكننا الهرب ؟ أن هذا مستحيل .

علاء الدين :- و قد يتحقق المستحيل .

الملك      :- و قد نقتل ، فلنترك اذا كل شىء لله .

علاء الدين:- فى كلا الأمرين سوف يكون مصيرنا القتل .

الملك      :- اللهم أرحمنا و نجينا و نجى شمس .

                 --------------------

                       المشهد الثانى



    ( شمس و شرف الدين و حسناء فى أحد الحجر )




 


شرف الدين:- و الأن كيف حال الأميرة ؟

شمس      :- لم أنم طوال ليلتى ، و لم أكف عن التفكير .

شرف الدين :- التفكيرفيما يا مولاتى ؟

شمس      :- فيما يجب ان نفعله .

حسناء     :- أجل يجب ان نفعل شيئا و بسرعة .

شرف الدين :- هذا حقا ، و لكن هل وصلت مولاتى الى أى شىء يفيدنا ؟

شمس       :- يجب ان نطرد الأعداء من بلادنا .

حسناء      :- و لكن كيف ؟

شرف الدين :- و هل فكرت كيف نطردهم و نحن لا نملك سلاحا و لا رجالا ؟

شمس      :- أعلم أننا لا نملك سلاحا و لا نملك الا قليل من جنودنا الذين لم

                 تصبهم الحرب بشىء . 

حسناء     :- اذا فماذا نفعل ؟

شرف الدين:- أجل ماذا نفعل ؟

شمس      :- ان الحرب خدعة .

شرف الدين :- أجل فالحرب خدعة حقا .

شمس      :- و لهذا سأشرح لكما ما أفكر فيه ؟

حسناء     :- أننا نسمع لك ، تكلمى يامولاتى تكلمى .

شمس      :- عندما هربنا من القصر لم نأخذ الا قليل من الجواهر و لكن مع
               ذلك فأنها جواهر ثمينة لو بعتها لأشتريت بعض السلاح ثم أنه
               يوجد كثير من أبناء الوطن على أستعداد تام للتبرع بالمال من  
               أجل  الوطن

حسناء     :- بل ان أبناء الوطن جميعا يفعلون ذلك .

شمس      :- فلهذا يجب ان نحثهم على هذا الجهاد و نحثهم على التطوع 
                 فينضم من أبناء الشعب الكثير الى جنودنا الباقيين من المعركة و
                 هذا شىء مؤكد .
شرف الدين:-و قد يصل كل ما نفعل الى أذان أعدائنا .

شمس     :- الحذر و الحرص لن يجعل ذلك يحدث ، انت تعرف الكثير من

               المخلصين من الشعب فتطلب منهم المساعدة سرا و نبتعد عن من

                لا نثق فيه .

حسناء    :- غير ان الاعداء مشغولون بأنتصارهم عن الشعب أنشغالا تاما .

شرف الدين:- أجل يا حسناء ، بل و أننى أعرف الكثير من أبناء الوطن و أثق 
                بهم

حسناء     :-   ولا تنسوا هؤلاء الناس الطيبين الذين جعلونا نبقى معهم و بذلوا

                  من أجلنا الكثير و الكثير فتلك المرأة العجوز تتمنى أن تفعل من

                  أجلنا أى شىء و زوجها أيضا بل و أبنها كم ساعدنا و قد جاء

                  الوقت الحقيقى الذى نطلب فيه مساعدتهم .

شمس     :- و بأذن الله سنوفق فى شراء الأسلحة و تكوين جيش فى السر
                وسأدبر خدعة كبيرة بأذن الله تجعل هؤلاء الأعداء يفرون الى


                بلادهم فرا .
حسناء     :-و لكن تكوين جيش فى السر شىء صعب .
شرف الدين: أننى أعرف أماكن غير مألوفة لا يعرفها أحد ، و أن عرفها فلن

                  يذهب اليها لأنها أماكن وعرة و خطرة و سنتمسك بالحرص و

                  الحذر ، و نخبىء أسلحتنا هنا فهنا أأمن مكان .

شمس      :- على بركة الله نبدأ .

حسناء      :-  اللهم وفقنا .

شرف الدين :-  اللهم وفقنا .

                 -------------------

                      

  المشهد الثالث





                   ( مجموعة من الأشخاص فى أحد الحجر )




حسناء         :- أشعر بأن الأعداء سيغادروا وطننا قريبا

شمس          :- ليت هذا يكون صحيحا .

المرأة العجوز   :-و أنا أيضا يا مولاتى أشعر بذلك .

شمس          :- و اذا حدث هذا ايتها المرأة الطيبة فأن الفضل الأول لكِ
                     ولزوجك و أبنك .
حسناء          :- أجل فلولا مساعدتكم لنا ما كنا على قيد الحياة حتى الأن 
                     او على الأقل كنا وقفنا موقف الأزلاء أمام أعداءنا .
المرأة العجوز   :- ما هذا ؟ اننا قمنا بالواجب ، بل أقل من الواجب .

شمس           :- و مساعدتكم لنا فى تكوين الجيش الجديد فى السر ، 
                    لقد قمتم بمساعدتنا فى جمع الأموال و شراء الأسلحة و
                    أختيار الشباب الصالح المخلص ليكونوا جنودا فى جيشنا
                     الجديد .
المرأة العجوز  :- أننا لم نفعل شىء ، فأن مولاى شرف الدين و أبنى و 
                   زوجى كانوا ما ان يلوحون بأمر التطوع حتى يجدوا
                   قبولا من كثير من الناس و لا يجدوا الا قليلا خائفا من
                   هذا الأمر ، لقد كان أمرا سهلا يا مولاتى .

حسناء         :- لم يكن الأمر بالصعوبة التى أخافتنا أو كنا نظنها .

شمس          :- أجل فحب الوطن يملاء قلب كل وطنى .

المرأة العجوز   :- مولاتى أتأذنى لى بالأنصراف فأنى أسمع طرق على 
                     الباب .

حسناء          :- ربما كان شرف الدين ( تقول ذلك فى فرح و لهفة )

شمس           :- (و هى تضحك فى خبث) هكذا يا حسناء .. تفضلى أيتها 
                      الأم الطيبة
                      ( يدخل شرف الدين و يحى حسناء و شمس )

شرف الدين      :- السلام عليكما .

حسناء           :- و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .

شمس            :- و عليك السلام و رحمة الله و بركاته يا شرف الدين ، لقد
                      تنبأت حسناء بقدومك ، أتصدق ؟ ( تضحك )

شرف الدين       :- ( و هو ينظر الى حسناء ) هذا طبيعيا فمن يأتى اليكم
                        غيرى !

حسناء            :- أجل هذا حق .

شمس             :- هذا حق ! أنسيتم أننا ضيوف و هناك من يسكن هذا البيت 
                        ،  و هناك الكثير يأتى اليهم لا الينا .

حسناء             :- مولاتى كفى عن هذا المزاح الأن .

شمس              :- حقا ، ما هى الأخبار يا شرف الدين ؟

شرف الدين         :- كل شىء على ما يرام يا مولاتى ، لقد أشترينا كثيرا من
                         الأسلحة وأعددنا جيشا قويا لا بئس به .
حسناء              :- حمدا لله .

شرف الدين         :- و لكنى لا اعلم ماذا سوف نفعل بعد ذلك ؟ أنحاربهم بما 
                          لدينا من أسلحة و رجال ؟
شمس               :- ليس من العقل ان نفعل ذلك أننا حتى الأن لا نملك أسلحة
                         و رجالا الا قليلا بالنسبة لهم و اذا حاربناهم انتصروا 
                         علينا فهم أقوى من و أكثر عدة .

حسناء              :- اذا ماذا سنفعل يا مولاتى ؟

شمس               :- أنصتوا الى جيدا ، انتبه يا شرف الدين ، فكرت كثيرا فيما
                        نفعل ووضعت خطة محكمة ، فلتستمع الى . ان الملك 
                        الغازى كما علمنا من عيوننا فى القصر طلب من نائبه فى
                        الحكم ان يرسل له بعض الجنود ليقوموا على حراسته و 
                        حراسة حدود البلاد و القصر ، أليس كذلك؟

شرف الدين          :-أجل يا مولاتى ، هذا ما عرفته .

حسناء               :- و ما فى هذا يا مولاتى ؟

شمس                :- يمكننا ان نستقبل الجنود نحن قبل ان يصلوا الى الملك
                            الغاصب ونجعلهم فى ضيافتنا مدة من الزمن .
حسناء                :- و لماذا لا نقتلهم ؟

شمس                 :- نحن لا نغدر بهم مهما كانت الظروف .

شرف الدين            :- و هذا ممكن فلدينا مكان لهم فى أحد الكهوف 
                              الموجودة فى المكان الذى ندرب فيه جنودنا .
شمس                 :- و بعد ذلك نأخذ من رجالنا ما يساوى عدد هؤلاء 
                           الرجال ويرتدون ملابسهم و يأخذون ما يدل على أنهم 
                           جنود الأعداء و يذهبون الى الملك على أنهم الجنود
                           الذين أرسلهم نائبه فى بلاده ، و لن يشك الملك فى  
                           شىء فسيأخذ بعضهم لحراسته و بعضهم حراس للقصر
                           و الباقى لحراسة حدود البلاد ثم ان الملك عندما يغتر
                            بنفسه ويشعر بأنه أمسك بزمام الحكم سوف يبدء فى 
                            اللهوويخرج الى رحلة صيد أو رحلة للنزهه مثلا .

حسناء              :- أجل فقد سمعنا عن هذا الملك كثيرا انه يعشق اللهو و 
                            يحب الخروج فى رحلات الصيد بصفة خاصة .
شرف الدين         :- و ماذا يهمنا فى خروجه الى رحلة صيد .

شمس              :-يهمنا الكثير فأنه بالتأكيد سيأخذ معه كثيرا من الحراس 
                      الذين هم أوأكثرهم من رجالنا فوقتئذا تنقض انت يا شرف 
                      الدين على الملك و تقتله بعد ان يوسع لك رجالنا الطريق و
                      ينقض رجالنا على الحراس من الأعداء فأما يقتلوهم او
                      يأسروهم هذا ما تفعلوه انتم ، أما هنا فرجالنا فى القصر 
                    ينقضون على حراس الأعداء فيقتلون منهم أويأسرون أيضا   
                     وعندما تعود يا شرف الدين أنت و رجالك برأس

                    الملك و الأسرى من الأعداء و يخرج رجالنا بالقصر بأسراهم
                   ايضا ويرى جنود الأعداء الباقين الموجودين بالبلاد هذا سوف 
                  يخافون و يضطربون و قد يستسلموا و من يستسلم فلا تؤذيه و
                  نكتفى بأسره ومن لا يسلم تقتلوه ، اليس كذلك ؟
حسناء             :- ( فى فرح ) أه يا مولاتى هذا رائع ، أنى أشعر بان   
                           النصرقريب بأذن الله .
شرف الدين        :- أجل يا مولاتى و لكن هناك شىء واحد أريد ايضاحه لك .

شمس              :- ما هو يا شرف الدين ؟

شرف الدين         :- قد يعرفنى الملك أو أحد من جنوده ، فقد رأنى كثير منهم 
                         فى الحرب ، فكيف أذهب فى موكب الملك اذا قام برحلة ؟
شمس               :- كلا انا لم أقل تذهب معه بل تسبقهم او تذهب خلفهم أو 
                         تغير من ملامحك أى شىء من هذا و ايضا لا تدع احدا
                          يراك .
شرف الدين          :- أه هكذا ، هذا ممكن .

حسناء               :- و ماذا بعد ذلك ؟

شمس                :- بل نترك ما بعد ذلك فبعد تحرير أرضنا لا يهم شىء، و 
                          الأن يا شرف الدين فلأشرح لك كل شىء بوضوح أكثر
                          حتى نبدء فى تنفيذ خطتنا.
                          -----------


                   المشهد الرابع  
           (حسناء و شمس و المرأة العجوز )

حسناء          :- لقد تأخر شرف الدين كثيرا اليوم .

المراة العجوز    :-أعذريه فأنه يقوم بأعمال هامة .

شمس           :- أجل و لكن حسناء دائما قلقة على شرف الدين .

حسناء          :- و لما لا أنه فى خطر منذ بدءنا تنفيذ الخطة اننى أخاف 
                      ان يعرف  أحد من الأعداء شرف الدين .
شمس           :- لن يعرفه أحد ، أطمئنى فهو لا يظهر أمام الناس ، و هو
                       ايضا بعيد عن الخطر فهو ينفذ و يراقب من بعيد .
المرأة العجوز    :- اللهم وفقنا الى نصرة بلادنا .

حسناء           :- و يرجع لنا الأحباء و الغائبين و يحافظ على حياتهم .

شمس            :- أجل ان الله قادر على كل شىء ، أه ليتنا ننجح و نطرد
                       العدو

المرأة العجوز     :- أشعر يا مولاتى بأن النصر قريب .

حسناء            :-بأذن الله سننتصر فاننا ننفذ كل شىء بدقة فأخذنا جنود
                      الاعداء فى الكهف و أرسلنا جنودنا الى الملك على انهم 
                      جنوده و قد قسمهم  الملك جزء لحراسته و جزء للقصر و 
                      جزء لحراسة الحدود و لم يشك الملك المعتدى فيهم و نحن 
                        الأن لا ننتظر سوى ........
شمس             :- ( تكمل ) ان يخرج الملك الى رحلة صيد بعيدة وقتئذا 
                        ننفذ باقى الخطة .
المرأة العجوز     :- أسمع طرقا على الباب ، اتسمحين لى يا مولاتى 
                       بالأنصراف ؟

شمس             :- تفضلى .

                         ( تخرج المرأة )

حسناء            :- ربما كان شرف الدين ( تقول ذلك فى فرح )

شمس             :- ( تضحك ) أجل ربما كان شرف الدين .

                         ( يدخل شرف الدين و يحى المرأتين )

شمس             :- ما هى الأخبار يا شرف الدين ؟

شرف الدين       :- لقد تحقق ما نريد .

حسناء            :- كيف بالله عليك ؟

شرف الدين       :- عزم الملك ان يخرج غدا فى رحلة صيد .

شمس             :- ( و هى سعيدة ) أه أهذا حقا أخيرا عزم الخروج .

حسناء            :- عزم الخروج ليلقى حتفه  ( ثم تضحك )

شمس             :- لم نعتدى عليه هو المعتدى ، لقد بدأ الحرب منذ زمن طويل
                      و كنا نبغى السلام و لكنه رفضه ، كنت أسمع عن تلك 
                     الحروب وأنا مازلت طفلة و أسمع أبى يذكر الحرب بالسوء .

شرف الدين       :- لقد أعتدى هذا الملك المتكبر على أرضنا و حقنا فى  
                      الحرية و يجب ان يلقى جزاؤه .

حسناء            :- اذا فمتى تذهب انت يا شرف الدين ؟

شرف الدين        :- سألحق بهم ، فلا يهم ان أصل قبلهم بل من الأفضل ان 
                      اذهب خلفهم حتى لا يعرفنى أحد .
شمس            :- أجل و يجب ايضا ان تجعل الرجال يستعدون فنحن على 
                       اعتاب عصر الحرية .
                       ---------------- 


                        المشهد الخامس

        ( شمس وحسناء والمرأة العجوز فى بيت المرأة )




حسناء         :-  لقد بدأت القلق حقًا ترى ماذا يحدث الآن ؟ لو فطن 
                     الملك إلى الخدعة فإنه سيقتل شرف الدين بل وكل
                     رجالنا وماذا يحدث لو لم يستطيع جنودنا فى القصر
                     الأستيلاء عليه فوقتئذ لن يفعل جنودنا على الحدود
                      شىء مما اتفقنا عليه .  
المرأة العجوز :-  لقد قام الجميع بكل ما يمكن القيام به وقد تركنا أمرنا 
                   لله وحده

شمس        :- حسناء يجب ان تكونى اكثر تفاؤلاً فالملك لن يفلت من 
                 أيد شرف الدين او جنودنا لانه لن يستطيع فرجالنا اكثر 
                 من حراسه بكثيرلانه اخذ معظم الحراس من رجالنا لانه 
                 يظن انهم رجاله .. الا تعرفى هذا ؟
حسناء       :- آجل ولكن ...

                    ( قاطتعتها شمس واستمرت فى الكلام )

شمس       :- وفى القصر بإذن الله سيوفق رجالنا ، حراس الأعداء  
                هناك يعيشون الأن فى راحة تامة ظنا منهم بأن الأمر
                استقر فى يد ملكهم ولهذا سيكون انقضاض رجالنا عليهم 
                مفاجأة لهم لم يعملوا لها حساب .
المرأة العجو :- أجل يا مولاتى هذا صحيح وفوق كل هذا فأن الله معنا 
                  لأننا ندافع عن حريتنا وحقنا فى الحياة .
شمس       :- أننى وان كنت قلقة الا وأن قلقى يزول عندما أفكر فى 
                  الأمرجيدًا و أؤكد لنفسى انه لم يكن أمامنا طريق غير
                  هذا ويجب ان  ننتظر النتيجة نصر بإذن الله أما هزيمة لا
                   قدر الله .

حسناء      :- أشعر بالخجل لأننى قلت ما قلت فكان يجب ان اكون 
                 مثلكما على إيمان بالنصر بإذن الله وأن لا أدعكم 
                 تتحدثون إلى بشىء اعرفه جيدًا وأنى أعرف أنكما
                 تشعرون بالخوف مثلى ولكنكم اكثرشجاعة منى فأنا آسفه .
شمس       :- لا عليكِ يا حسناء .

المرأة العجوز:- مولاتى انى اسمع صوت صياح فى المدينة و لكنى لا 
                  أفهم ما يقال

حسناء       :- اجل انا ايضا أسمع ذلك لقد علت الاصوات ..... يا الله

شمس        :-وأنا أسمعها،أتسمعون ؟ أه ياربى،انى أسمع الناس     
                 يكبروا و يهللوا ، الله اكبر الله أكبر 
                      ( تقول ذلك فى صياح و فرح )
حسناء       :- ترى هل انتصرنا ؟ هل هذا صياح جيشنا ؟

المرأة العجوز:- هذا أكيد الحمد لله .

حسناء       :- الا يوجد من يطمئنا ؟ اين الرجال ؟

                            ( يدق الباب )

المرأة العجوز:- أننى أسمع طرقا على الباب ، سأذهب لآفتح الباب ، انه
                 النصر والله .
شمس        :- أسرعى .....أسرعى .

                   ( تذهب المرأة و بعد قليل يدخل شرف الدين )

حسناء       :- شرف الدين

شمس        :- النصر يا شرف الدين اليس كذلك ؟

شرف الدين   :- أجل يا مولاتى ، لقد انتصرنا نصرا عظيما ، قتلناهم عن

                   أخرهم و رجعت لنا أرضنا و الفضل لذكاء مولاتى .

حسناء       :- أه انتصرنا ، لقد أشتقنا الى النصر و ظمئنا الى الحرية 
                   فلنرتوى اليوم كما شئنا  ( تتكلم فى فرح شديد )
شمس       :-( وهى تبكى من شدة الفرح ) أنتصرنا ليت أبى وعلاء  
                  الدين كانا معنا حتى يفرحوا بهذا النصر مثلنا ، ترى هل  
                   هما على قيد الحياة؟
شرف الدين  :- لدينا أسرى منهم سنرسل لهم يا مولاتى نطلب سيدى
                 الملك و الأمير علاء الدين .
شمس        :- بعد موت ملكهم أتظن انهم سيستجيبوا لنا ؟

حسناء       :- فلنحاول يا مولاتى و ليوفقنا الله .

                          ( تدخل المرأة العجوز )

المرأة العجوز:- مولاتى ان الشعب عرف انك هنا و ينتظر قدومك بالخارج

                      ليرفعك الى العرش ( تقول ذلك فى فرح )

شرف الدين  :- نعم فلتخرجى لهم فانت الملكة و يجب ان يحتفلوا بالنصر 
                 و بك  فلقد أخبرهم الجند بانك من خطط للنصر .
شمس       :- أجل سأخرج سأخرج و لكن أنتم ايضا لكم فضل كبير،انتِ 

                ايتها المرأة الطيبة لولا انك وأسرتك الكريمة قمتم بمساعدتنا
                 لما كنا فيما نحن فيه الان .
المرأة العجوز:- هذا واجب ، لم نفعل شىء أكثر من الواجب .

شمس        :- بل فعلتم الكثير و انت يا حسناء كنت لى صديقة و أخت 
                  شاركتنى عذابى وقلقى،وانت يا شرف الدين يا قائد الجيش
                  ان كنت انا العقل المفكر فى هذا النصر فأنت الساعد القوى

                  وهذا الشعب العظيم كان السبب الاول لنصرنا .

                             ( يعلو الصياح بالخارج )

شرف الدين   :- مولاتى أسرعى لهم بالخروج فهم يريدونك .

شمس        :- سأخرج سأخرج الى أهلى و قومى أنى ذاهبة اليهم .

                    ( تقول ذلك و هى تبكى من شدة الفرح )

                         ( تخرج شمس و الجميع معها )

                      

    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أم أحمد

فات الآوان

من روائع صلاح جاهين