الملكة (الفصل الخامس )



                             الفصل الخامس

                           (( المشهد الأول ))



               (( شمس ومعها ثلاثة من الرجال ))


شمس        :- أننا نرحب بك أيها الملك العظيم فى بلادنا

الملك         :- وأننى لشاكر لهذا الترحيب وشاكر ايضًا لتلك الحفله  الجميله التى

                   أقيمت من أجلى أمس .

شرف الدين  :- أن الترحيب بمولاى الملك ليس الا تعبير بسيط عن مدى سعادتنا

                   وسعاده الشعب كله بسلام دائم يريح الشعب من أهوال الحروب .

شهاب        :- ( وهى يتظاهر بالفرح ) أجل هذا حق أنا أيضًا سعيد لهذا السلام

الملك         :- ان السلام هو أمل كل الشعوب لقد عانيت كثيرًا من تلك الحروب

                  المشؤمة فكنت بعيدًا عنها كل البعد .

شمس       :- أننا سمعنا عن ذلك كثيرًا وهذا ما شجعنا على طلب أقامة السلام

                  معكم .

شرف الدين  :- رحم الله مولاى كم تمنى ان يقيم سلام دائم فى هذه البلاد .

الملك        :- ان الملك رحمه الله تمنى السلام و الملكة أطال الله عمرها حققت

                    السلام ، فكم انت ايتها الملكة عظيمة و اننى حقا لآقدرك  .... لم

                    أكن أصدق ما أسمعه عنكِ و لكن الان صدقت كل شىء سمعته عن

                    بطولاتك .

شمس       :- ان أداء الواجب ليس بطولة ثم ان حب الوطن يجعل الإنسان يفعل

                  المستحيل .

الملك        :- أجل ايتها الملكة العظيمة و لكن يجب ان أودعك و أودع الجميع الأن

                 لأذهب الى بلادى فكم هى محتاجة اِلى ، و أشكرك ثانية على

                 حفلة الامسِ.

شمس       :- لا تشكرنى على واجب قمت به و الأن أودعك و أتمنى ان نلتقى ثانية

                على خير و من أجل الخير .

شهاب       :- وداعا سيدى الملك .

شرف الدين :-أما أنا فسوف أأتى معك يا مولاى نيابة عن الملكة .

                     ( يحى الملك شمس و يحييها شرف الدين ثم يخرجا )

شمس       :- لقد شعرت بالراحة الأن . ما رأيك يا شهاب فى هذا الملك ؟

شهاب       :- لم يقدر على الحرب فطلب السلام .

شمس       :- و لما لا نقول انه أراد السلام لأنه الأفضل .

شهاب       :- فليكن ، و لكن هناك شىء أهم قد لا يكون هذا وقته و لكنه هام .

شمس       :- و ما هذا الشىء الهام يا ترى ؟

شهاب       :- مولاتى أنك نسيتى أنكِ امرأة تماما .

شمس       :- ماذا تقصد يا شهاب ؟ ( تقول ذلك فى غضب )

شهاب       :- اننى لن أطيل عليكِ الحديث ، و سوف أقول لكِ الهام فى حديثى .

شمس       :- تكلم و بسرعة .

شهاب       :- أننى أريدك ان تفكرى فى الزواج .

شمس       :- ما هذا أجننت ؟ ألم اقل لك ان هذا لن يحدث .

                     ( أزداد غضبها )

شهاب      :- قلتِ ذلك قبل ان تعرفى بموت علاء الدين أما الان فلما لا ؟

شمس      :- شهاب ، يجب ان أكون امينة على أبناء وطنى فأذا تزوجت من رجل لا

                يعرف كيف يحكم هذا البلد أو من رجل ظالم فأن مصير الشعب سيكون

                سيئا وقتئذا سوف يلعنى الشعب كله .

                           ( تقول ذلك و قد هدأ غضبها )

شهاب      :- و لكنى أعرف رجل ليس بالظالم و ليس بالجاهل بحكم البلاد .

شمس      :- (وقد أزداد غضبها ) تعرف رجل ماذا ؟ ما هذا يا شهاب ؟ هل انا طلبت

                منك البحث عن زوج لى ، أنك تعلم أننى عندما اعطيتك هذا المنصب

                الخطير قلت لك انه اختبار منى لك و لكنك تنسى ذلك دائما .

 شهاب     :- أعلم ما تقولين وأعلم أننى الآن وزيرًا لك بالرغم من عدم ثقتك فى

               وأنكِ فعلتِ هذا من أجل أبى رحمه الله وتكريمًا له .

شمس      :-  حقًا أنت تعلم ... فلما أذن تقول ما تقول ؟

شهاب      :- مولاتى ان الرجل الذى أعرضه عليكِ هو أنا فهل توافقى ؟

شمس      :- انت تريد ان تتزوجنى !

شهاب      :- كنت أتمنى ذلك من زمن بعيد ولكن علاء الدين كان يقف أمام أمنيتى

                هذه .

شمس     :- والآن مات علاء الدين وأنت ايضًا يجب أن تذهب إلى حيث ذهب

                سأقتلك أيها الوغد الأحمق .

شهاب    :- ( يضحك ثم يقول فى غيظ ) تقتلى من ! .. انت لا تستطعين بل أنا الذى

               أقتلك وأعلمى أننى ايضًا كنت قد بلغت ملك الأعداء بكل الخطة ولهذا

               أنهزم جيش أبيكِ وكل ما قلته لكِ كان كذب وخداع أعرفتِ أيتها

               الملكه؟   أنا الذى قتلتك

شمس    :- ( فى دهشه وفزع ) أنت فعلت كل هذا أنا لا أصدق أنت قتلتنى .. أنك

               أحمق بل أنا التى ستأمر بإعدامك الآن

شهاب   :- شمس لقد تمنيت يومًا الزواج منكِ والأستيلاء على الحكم ولكن علمت

             بعد حديثى معكِ عن الزواج أنه يجب أن أضحى بكِ من أجل الحكم

             وأمس فى الحفله التى أقمتيها أنتِ من أجل الملك وضعت لكِ سماً فى

             شرابك دون أن تلاحظى وسوف تموتين بعد خمسة أيام من اليوم فأنه

             سمًا قاتل ولكن بعد خمسة أيام لاراكِ وانتِ تتعذبين أمامى , لم أكن أود

             عن أقول لكِ ولكن غروروك الزائد جعلنى أتمنى أن أحطم هذا الغرور

             سأصبح الملك سيفاجأ الشعب ولن يستطيع فعل أى شىء اننى مستعد

             بكل شىء ستموتين يا شمس . كما أنا حزين من أجل هذا الجمال , لكنكِ

             المخطئه .

                (( يخرج شهاب ويترك شمس فى زهول ))

                (( تدخل حسناء وتحى شمس وشمس لا تتكلم ))

حسناء   :- ماذا بكِ يا مولاتى ؟

شمس    :- ( وهى على وشك البكاء ) حسناء لقد حدث ما لم أكن أتصوره .. ما

             أغرب ما حدث !

حسناء   :- ماذا حدث يا مولاتى ؟ أننى لا أفهم شىء

شمس    :- ( وهى تبتسم رغم دموعها ) أشتقت إلى أحبابى وأظن أننى سأراهم

               قريبًا ..

حسناء     :- لا أفهم شىء

                    (( يدخل شرف الدين ويحى الملكه ))



حسناء      :- شرف الدين إن الملكه تتكلم بأشياء لا أفهمها

شرف الدين :- أشياء لا تفهميها .. ما هذه الأشياء يا مولاتى ؟

شمس       :- سأقول لكما كل شىء .. سأقول لكما كل شىء



                                  المشهد الثانى

             (( شمس وحدها فى قاعة القصر ))

              (( تدخل حسناء وتحى الملكه ))


حسناء       :- صباح الخير يا مولاتى

شمس        :- صباح الخير يا حسناء

حسناء       :- كيف حالك يا مولاتى الآن ؟

شمس        :- لا أشعر بأى ألم فما زال يبقى أمامى أيام فى هذه الحياة .

حسناء       :- مولاتى أرجوكى لا تقولى هذا ، فهذا الكلام يعذبنى .

شمس        :- أعلم انكِ تكنى لى حباّ عظيما و لكنها الحقيقة .

                  ( يعلن الحارس عن قدوم شرف الدين ثم يدخل شرف الدين )

شرف الدين  :-السلام عليكِ يا مولاتى .

شمس        :- و عليك السلام و رحمة الله و بركاته ، ترى ماذا فعلت يا شرف

                   الدين أمس ؟ هل فكرت فيما حدث جيدا ؟

شرف الدين  :- فكرت يا مولاتى و لم أستطع تصديق ما حدث ، فما حدث غريب

                  غريب جدا .

حسناء      :- بل محزن و فظيع ( تبكى )

شمس      :- لا وقت للبكاء الأن فيجب الا نترك الوطن فريسة سهلة لهذا الرجل

                  اللعين .

شرف الدين :- لقد قبضت عليه أمسى و هو الأن فى السجن .

شمس      :- و لكن بعد موتى ستتغير أشياء كثيرة ، سيضطرب كل شىء ، فمن

                   المؤكد ان لهذا الرجل أعوان .

شرف الدين :- سنحاول معرفتهم .

شمس      :- شرف الدين ، حسناء لقد فكرت كثيرا و لم أجد سوى حل واحد و

                  لكنه حل صعب سيتطلب منكما بعض التضحية .

حسناء     :- أننى على أستعداد تام أن أضحى بحياتى من أجلك .

شمس      : حسناء ، ليس من أجلى بل من أجل الوطن .

شرف الدين :- تكلمى يا مولاتى ، ما هو الحل ؟

شمس      :- أذا تزوجت من رجل عادل و أمين و يحبه الشعب فأنه سيرث الحكم

                  من بعدى ، و بهذا لن يفعل شهاب شىء لأنه فى السجن و بقليل من

                  الحرص من جانبنا و الحذر من كل انسان نرتاب فى أمره فلن

                  يستطيع أحد الأستيلاء على الحكم و سيأخذ هذا الزوج أمانة حكم

                  البلاد على عاتقه .

شرف الدين :-أجل يا مولاتى و لكن من يكون هذا الرجل الأمين العادل ؟

شمس      :- لا يوجد سواك يا شرف الدين ، فالشعب يحبك و يثق بك سيكون

                  هذا الزواج امام الناس فقط ، و بعد موتى تصبح انت ملك هذه البلاد

                  و تتزوج من حسناء و تصبح حسناء الملكة .

حسناء      :- ( و هى تبكى ) أفديكِ بعمرى يا مولاتى ، ليتنى أستطيع أن أقدم لكِ

                   حياتى ، فكيف أعيش فى هذه الحياة بدونك ؟

شرف الدين :- مولاتى ان ما تقوليه هو الحل الوحيد الأن .

شمس       :- ( بصوت مرتفع ) شرف الدين أعلن للشعب كله زواجنا ، أسرع

                    فليفرح الشعب فرحا شديدا قبل حزنه على موتى ، أسرع يا شرف

                    الدين أسرع فالوقت يمر بسرعة .

شرف الدين :- كل شىء سوف يتم بسرعة ، أطمئنى يا مولاتى .

                    ( يخرج شرف الدين بعد ان حيا الملكة )

شمس       :- حسناء ، كلا ايتها الملكة الجديدة بل مولاتى حسناء.

حسناء      :- كلا لا تقولى هذا ، فأنتِ مولاتى و ملكتى و رفيقة عمرى و صديقتى

                  . كيف سأعيش بدونك ؟ لعن الله شهاب ذلك الرجل اللعين ، أه يا

                    حبيبتى .

                      ( يتعانقان و هما يبكيان )



                                      المشهد الثالث

               ( شمس وحدها فى قاعة القصر )

                    ( يدخل شرف الدين)



شرف الدين  :- السلام عليكِ يا مولاتى .

شمس        :- و عليك السلام و رحمة الله و بركاته . أهلا بك ايها الملك .

شرف الدين  :- مولاتى لا تنادينى بالملك فهذا يؤلمنى .

شمس        : لماذا يا شرف الدين ؟

شرف الدين  :- لأننى أصبحت الملك فى ظروف أنتِ يا مولاتى أعلم بها أننى عندما

                   أفكر فى أنكِ سوف .... ( صمت )

شمس       :- أكمل يا شرف الدين سوف أموت

شرف الدين :- هذا يعذبنى انكِ يا مولاتى فخر لنا ولبلادنا انكِ تعلمين كم نحن 

                    نحبك فكيف نفتقدك بهذه السهولة ؟

شمس      :- شرف الدين أترك هذا الآن وقل لى ما الأخبار بالخارج ؟ هل هناك

                  جديد ؟

شرف الدين :- كلا يا مولاتى لا جديد فالشعب سعيد بهذا الزواج ويحتفل به فى

                    كل مكان .

شمس       :-  هذا ما كنت أريده لو أنا مت الآن فأنت الملك فلتستعد من الآن

                     وأحكم قبضتك على البلاد .

شرف الدين :- مولاتى ارجوكِ لا تقولى هذا

شمس       :- شرف الدين هذه هى الحقيقة والآن أذهب إلى حسناء فهى فى حالة

                   سيئة للغاية أنها فى الحديقة الآن أذهب إليها يا شرف الدين

                   بسرعة .

                   (( يخرج شرف الدين وهو يحى الملكه ))

شمس       :- ( وهى تكلم نفسها ) آه يا شمس لقد بدأت النهاية

                      (( يدخل الحارس وهو يحى الملكه ))

الحارس     :- مولاتى يوجد بالخارج رجلان ملثمان يريدان مقابلتك

شمس       :- من هما ؟!

الحارس     :- لم يذكرا أسمائهما بل قالوا أنهما يريدونك لسبب هام

شمس       :- دعهما يدخلان  

                    (( يخرج الحارس ويدخل الرجلان الملثمان  ))

الرجلان    :- السلام عليكِ أيتها الملكة العظيمة

شمس      :- وعليكما السلام ورحمه الله وبركاته .. من انتما ؟ اكشفا هذا اللثام

                (( يكشفا اللثام فتصرخ شمس من الدهشة ))

شمس      :- أنا لا أصدق عينى .. كلا هذه ليست حقيقة أننى واهمة أو فى حلم !

أحد الرجلان:- بل حقيقة يا شمس أنتِ لا تحلمى أنا أباكِ يا شمس .

شمس      :- أبى أنت أبى ؟

الرجل الآخر:- أجل يا شمس وأنا علاء الدين .

شمس     :-  علاء الدين وأبى (( ثم تقترب منهما فى دهشة وهى تبكى ))

                 كلا بل هذا حلم جميل أأنت أبى ؟ لا أصدق عينى ، أأنت حى لم تمت ؟

                 أعودت لى أخيرا ؟ أذن فسوف أراك دائما و لن تحرم عينى من

                 رؤيتك و سوف تغمرنى بحبك و حنانك و تدللنى كأننى طفلا صغير

                 سأنسى كل احزانى و أرجع الى ما كنت عليه ، ستنفذ لى كل ما أريد

                 أليس كذلك يا ....يا أبى ؟

                      ( ثم تبكى بشدة و ترتمى فى أحضان أبيها )

الملك       :- شمس لا تبكى يا حبيبتى لقد أنتهت كل أحزانك من الأن ، فأنا أعلم

                 كم تعذبتِ لقد عرفنا كل شىء عما فعلتِ النصر و السلام أننى فخور

                 بكِ يا بنيتى .

علاء الدين :- لم أكن أتصور انكِ بهذه الشجاعة يا شمس .

                    ( تبتعد عن أبيها قليلا و تقترب من علاء الدين )

شمس      :- ( و هى فى خجل شديد تقول ) أنك سيىء الظن بى يا علاء الدين

                   أتظننى جبانة ؟

علاء الدين :- كلا لم أقصد .

شمس      :- و لكن أريد ان أعرف كيف أتيتما هنا لقد عرفت انكما ...(صمت )

الملك       :- أننا متنا اليس كذلك ؟

علاء الدين :- عمى – شمس أهكذا يمضى الحديث ؟ أننا يجب ان نفعل أشياء كثيرة

شمس      :- ( تتكلم فى سعادة و هى تتحرك كالفراشة )

                 أجل يجب ان نفعل أشياء كثيرة . أه ياربى أننى سعيدة جدا ، لقد

                 صفت لى الحياة ، سأعيش الأن فى سعادة و هناء ، سأعيش الأن فى

                ( ثم تقف كما لو كان حدث لها شىء ) سأعيش ، سأعيش كلا أننى

                 سأموت لن أعيش سأموت .

الملك      :- شمس ماذا بكِ ؟ كنتِ سعيدة ، ماذا حدث ؟

شمس     :- لقد نسيت يا ابى ، نسيت كل شىء سوى سعادتى بكما ، أه يا ربى

                اعدت لى أحبائى و أخذت منى الحياة التى أعيش معهم بها .

علاء الدين:- شمس يجب ان تقولى لنا كل شىء ، لقد نسينا ان نسألك عن سبب

                 الزينات و الأفراح فى المدينة و ما معنى ما سمعناه عن زواج الملكة

                 بشرف الدين ؟ أأنتِ تزوجتِ شرف الدين ؟

شمس     :- سأقول لكما كل شىء .



                                        المشهد الرابع

        ( شمس تجلس على العرش و تتحدث الى حسناء )


شمس   :- حسناء كيف حال أبى و علاء الدين ؟

حسناء  :- ان ما عرفوه كان مريع ، فقد صدموا صدمة كبيرة فبعد ان رجعوا

               و هما سعداء و قد ظنوا ان الحياة أبتسمت لهما من جديد لا يجدوا

               سوى العذاب و الفراق من جديد ، أه يا مولاتى ان هذا لصعب .

 شمس  :(و هى تغالب دموعها ) و أين هما الأن ؟

حسناء  :- انهما الأن فى حجرة سيدى الملك يجلسان فى زهول تام ، لا يتكلمان

                و لا يفكران فى شىء سوى ما حدث .

شمس   :- حسناء يجب ان يفيقا لقد علم الشعب بوجودهما فى القصر ان الشعب

               يريد رؤيتهما ليتاكدوا من وجودهما و انهما على قيد الحياة ، يجب ان

               يأتى أبى ليجلس على هذا العرش فزواجى بشرف الدين لم يتم و ابى

               هو حاكم البلاد الشرعى يجب ان يأتى ليحكم بلاده ، لم يبقى لى الا قليل

               فى هذه الحياة ، يجب ان يفيقا من زهولهما يا حسناء .

                             ( تتكلم بضيق شديد )

حسناء  :- ( و هى تبكى ) ان هذا لصعب يا مولاتى ، لقد قال شرف الدين هذا لهما

               و هو يصحبهما الى الحجرة .

شمس  :-فبماذا أجبوه ؟

حسناء :- قال له مولاى الملك كيف لا أحزن على أبنتى ؟ لقد توليت العناية بها

             منذ طفولتها بعد موت أمها لم أفارقها ، عرفت جمال الحياة عندما

             رأيت جمالها و أحببت الشمس التى تنير الدنيا لأنها مثلها تنير حياتى ،

             كانت شجاعتها مضرب الأمثال ، لم توجد فتاة مثلها فى هذه الدنيا فكيف

             أفقدها ؟ كيف ؟

شمس :- أه يا أبى أعلم ان ما حدث لصعب عليك .

حسناء :- أما مولاى علاء الدين فقال كيف يا شرف الدين تطلب منى الا احزن

             على فقدان شمس فبفقدانها سوف أفقد حياتى ، فهى رفيقة عمرى لم

             نفترق منذ كنا صغار ، أحب كل منا الأخر و كنا مازلنا فى أوائل الصبا ،

             كنا سنتزوج و نسعد بحياتنا و لكن ذلك الأحمق غير مجرى حياتى ،

             كيف أنتقم منه ؟

شمس   :-أذن فيجب ان أذهب اليهما الأن لعلى أستطيع أن أجعلهما يتركا ما هما

              فيه من حزن .

                  

                    ( يدخل الحارس و يحى الملكة )

الحارس :- مولاتى يوجد بالخارج رجل من عامة الشعب يريد مقابلتك .

شمس   :- دعه يدخل .



             ( يخرج الحارس و يدخل الرجل و يحى الملكة )

حسناء  :- أتسمح لى مولاتى بالأنصراف ؟

شمس   :- تفضلى يا حسناء .

                              ( تخرج حسناء )

شمس  :- ماذا تريد يا رجل ؟

الرجل  :- مولاتى أننى أريد ان أتحدث الى مولاتى فى أمر هام .

شمس  :- من أنت ؟

الرجل  :- أنا رجل فقير أعمل عند رجل يبيع أشياء كثيرة فى دكان صغير ، ومن

              هذه الأشياء السم بأنواعه الكثيرة و الخطيرة .

شمس  :- ( فى أهتمام ) تكلم يا رجل ماذا تريد ؟

الرجل   :- أننى جئت يا مولاتى الى هنا لأمر هام يتعلق بالوزير شهاب و حياة

              مولاتى .

شمس   :- ( فى أضطراب ) تكلم يا رجل ماذا تعنى ؟

الرجل   :-فى احدى الأيام و قبل ان تقيم مولاتى الحفل الذى أستضاف الملك القادم

              للسلام جاء الوزير شهاب و تكلم مع الرجل الذى أعمل عنده و بدون

              قصد منى سمعت ما قاله الوزير لهذا الرجل و عرفت مما سمعته ان

              الوزير يريد شراء سم ليضعه لمولاتى الملكة من أجل القضاء عليها و

              قد أتفق مع هذا الرجل على ان يأتى له بسم قوى و سريع القضاء على

              من يأخذه ، و كان يوجد عندنا سم يميت من يأخذه بعد خمسة أيام ،

              فطلب منى الرجل الذى أعمل عنده ان أأتى له بزجاجة مملؤة بهذا السم .

شمس  :- ( فى يأس و حزن ) و قد أتيت له بهذه الزجاجة ، لقد علمت ذلك .

الرجل  :- كلا يا مولاتى أننى أحبك و كل الشعب يحبك فأنتِ ملكة عادلة و قد

            نصرتنا على أعداءنا و قدتنا الى السلام ، و لهذا لم أملىء الزجاجة

            بالسم كما طلب منى هذا الرجل الذى يملىء الطمع قلبه .

شمس   :- أذن فبماذا ملأتها ؟  ( تتكلم فى دهشة )

الرجل   :- لقد ملأتها ماء نظيف .

شمس   :- ( و هى سعيدة ) أذن فأنا لن أموت ، لن أموت ، اليس كذلك ؟

الرجل   :- ( و هو سعيد لسعادتها ) كلا يا مولاتى لن تموتى بل ستعيشِِِِى كما لم

             يمت سيدى الملك وسيدى الامير لقد سعد الشعب كله بعودتهما و نحن

             جميعا نريد رؤيتهما .

شمس   :- أجل سيراهما الشعب ، و سوف أعطى لك كل ما تريد من أجل ما

                فعلت فأطلب ما تشاء .

الرجل    :- لم أفعل ما فعلت يا مولاتى إلا من أجل الملكة شمس و ليس لشىء

                 أأخذه .

شمس    :- انت رجل طيب .

الرجل    :- شكرًا لكِ يا مولاتى .. هل تأذنى لى بالأنصراف الآن ؟

شمس    :- اتفضل أيها الرجل الطيب

                       (( يخرج الرجل وهو يحى الملكه ))

شمس    :- ( وهى تكلم نفسها ) يجب أن أخبر الجميع بهذا ..

                      (( يدخل شرف الدين ويحى الملكه ))

شمس     :- شرف الدين ارأيت الرجل الذى خرج من هنا من لحظه قصيره ؟

شرف الدين:- أجل يا مولاتى

شمس      :- أن هذا الرجل هو الذى أعد لى زجاجة السم

شرف الدين :- أذن يجب أن يقتل الآن لما تركته يخرج ؟ (( يتكلم فى غضب ))

شمس       :- كلا يا شرف الدين سأقول لك كل شىء والآن يجب أن أذهب إلى أبى

          وعلاء الدين وحسناء لأقول لهم كل شىء .



                               (( المشهد الخامس ))

                 (( الجميع فى حديقة القصر ))

الملك        :- عندما أتذكر ما حدث لنا من حرب إلى هزيمة وأسر و غير ذلك من

                الأحداث الكثيرة وكيف أننى كنت سوف أفقد شمس إلى الأبد عندما أتذكر كل

                 هذا أجد نفسى حائرًا فيما حدث حقًا

شرف الدين  :- أجل يا مولاى فالأحداث التى مرت بنا فى الأونة الأخيرة كثيره

                وخطيره .

علاء الدين  :- أما أنا فلا أصدق ما حدث فهل كل ما مر بنا من أحداث حدث حقًا

                 أحدثت خيانة ومحاولة للقتل وهزيمة ونصر وسلام !

شمس       :- فلنحمد الله على سلامتنا وسلامة بلادنا

حسناء       :- لقد ذهبت الأحزان بلا رجعه وسوف نبدأ عهد جديد بإذن الله .

الملك        :- ويجب آن نبدأ هذا العهد سريعًا شرف الدين الآن أعلن للشعب

                 عن إعدام شهاب والخونة صباح غدًا ان شاء الله .

شرف الدين :- سأذهب الآن إلى بعض رجالى أكلفهم بأعلان هذا للشعب

علاء الدين  :- بل أنتظر فما زال عند الملك ما يقوله

شمس       :- أبى .. بموت شهاب ومن معه تكون قد عاقبت الخونه والآن

                 فلتحسن إلى المخلصين .

الملك       :- أجل يا شمس (( ثم ينظر إلى شرف الدين وحسناء )) وأعلن

                للشعب أيضًا يا شرف الدين أن الملك سيقيم حفلاً كبيرًا يتم فيه زواج

                الأمير علاء الدين و الأميرة شمس والقائد شرف الدين وحسناء

                 وصيفة وأخت ابنتى .

حسناء      :- (( وهى تبكى من الفرحة )) مولاى الملك أننى ...

الملك       :- أنكِ فتاة مخلصة فليهننكم الله

                           (( يبتسم الملك ثم يخرج ))

علاء الدين :- أذهب يا شرف الدين وأفعل ما قاله الملك وأنتِ يا حسناء وكفى عن

               البكاء كفانا دموعًا .

شرف الدين :- (( وهو ينظر إلى حسناء فى حب )) أمرك يا سيدى الأمير سأذهب

                حالاً .

                             (( يخرج مسرعًا ))

حسناء     :- وأنا أيضًا سأذهب أتاذنِ لى مولاتى

شمس     :- كما تريدين يا حبيبتى

                            (( تخرج حسناء ))

علاء الدين :- شمس حبيبتى أخيرًا سنتزوج آه يا حبيبتى كم أنا أحبك أخيرًا

               سنجتمع ولن نفترق ابدًا يا حبيبتى

شمس      :- (( فى خجل )) علاء الدين كف عن هذا

علاء الدين :- أتخجلين منى يا شمس لو كل الفتيات تخجل فهذا ممكن أما أنتِ فلا

شمس      :- لماذا ؟

علاء الدين :- لأنكِ الملكه

                          (( ثم يغرقان فى الضحك ))

تمت بحمد الله ..

             

   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أم أحمد

فات الآوان

من روائع صلاح جاهين